‏العثور على التوازن في عصر الانغماس المفرط.

ملخص كتاب "أمة الدوبامين"


‏العثور على التوازن في عصر الانغماس المفرط.


‏1- إدمان المتعة


‏نعيش اليوم في عصر الإفراط في الاستهلاك، حيث يمكن أن يصبح حتى ما نستهلكه بشكل غير ضار، مسببًا للإدمان. الدكتورة "آنا" كانت خير مثال على ذلك، إذ أدمنت الروايات الرومانسية على الرغم من حياة جيدة ومستقرة، لكنها وجدت نفسها تنغمس في عالم خيالي.


‏هذا يدفعنا للتساؤل عن السبب. بعد بحثها في حالتها وحالات مرضاها، اكتشفت أن سهولة الوصول إلى المواد المسببة للإدمان، سواء كانت مخدرات أو غيرها، هي أحد أكبر عوامل الخطر. ففي الولايات المتحدة، تسبب انتشار الأدوية الأفيونية في زيادة كبيرة في حالات الإدمان والوفيات الناتجة عنها.


‏ولكن ليست سهولة الوصول العامل الوحيد؛ فالوراثة، الصدمات الاجتماعية، والفقر تلعب دورًا أيضًا. ومع ذلك، يبقى خطر العرض المتزايد للمواد الإدمانية هو الأخطر، إذ تطورت التكنولوجيا حتى أصبحت هي نفسها مجالًا للإدمان.


‏2- الهوس بتجنب الألم


‏الهوس بفكرة السعادة كهدف أساسي في الحياة، إلى جانب الخوف المبالغ فيه من الألم، أدى إلى زيادة خطر الإدمان والانغماس في أنشطة قهرية. يسعى الكثيرون لتجنب حتى أبسط أشكال الانزعاج، مثل الملل،


‏من خلال التشتيت المستمر بالتكنولوجيا أو الهروب من الواقع. هذا السعي المفرط وراء السعادة الفورية والراحة المطلقة جعل الأفراد غير قادرين على مواجهة تحديات الحياة بشكل صحي. الحل يكمن في قبول التجارب كما هي، والتخلص من الهوس بالسعادة المطلقة، والتعلم كيف نعيش اللحظة بدلاً من تجنبها.


‏3- صيام الدوبامين


‏صيام الدوبامين يُعد إحدى الوسائل الفعّالة للصمود في عالم الوفرة والانغماس المفرط. تعتمد هذه الطريقة على جمع المعلومات حول عادات الاستهلاك وتكرارها، ثم تحديد الدوافع وراء هذا الاستخدام. بعد ذلك، يتم تحديد المشكلات الناتجة عن الإفراط في الاستهلاك.


‏يأتي بعد ذلك الامتناع الكامل عن مصادر الدوبامين لمدة شهر، وهي خطوة تهدف إلى استعادة التوازن بين المتعة والألم، وتجديد القدرة على الاستمتاع بالأمور البسيطة. بعد الامتناع، يتعلم الشخص مواجهة الأفكار والمشاعر المكبوتة والتعامل معها بوعي،


‏مما يعيد له البصيرة والقدرة على التخطيط للمستقبل بناءً على مستوى صحي من استهلاك المتع.


‏4- عوامل تساهم في التخلص من الانغماس المفرط


‏إلى جانب الاستراتيجيات المهمة للتخلص من الانغماس المفرط، يلعب كل من الصدق والعار الاجتماعي دورًا مهمًا في مواجهة هذه المشكلة. فالصدق الجذري،


‏أو قول الحقيقة بشفافية تامة، يُعد أساسًا للصحة العقلية والجسدية، ويسهم في تقليل الإدمان القهري وتعزيز حياة أكثر توازنًا. في عالم الوفرة، يُفقد الكذب قيمته ويؤدي إلى العزلة وزيادة الاستهلاك المفرط. أما العار الاجتماعي، فهو عامل آخر في التحكم بالسلوكيات الضارة.


‏عندما يستجيب المجتمع بتقديم المساعدة بدلًا من الإدانة، يتمكن الفرد من مواجهة عيوبه، مما يقلل من مشاعر العار المدمرة ويعزز الانتماء، كما هو الحال في مجموعات الدعم مثل مدمني الكحول المجهولين، حيث يُخفف العار الاجتماعي من الانغماس المفرط.

 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال